إلى طريق العزة
الحمل يثقل كاهليك وأنت تبسم للحياة
وأراك ترنوا للأمام ولا تبالي بالطغاة
وكأنما يحدو خطاك إلى التقدم ما تراه
فاسمع مقولة ناصح يحيا على درب الإباه
* * *
قد جرب الدنيا وأدرك ما يدبره الجناه
إن كان يثقل كاهليك اليوم شيء من حطام
فلسوف تحمل عن قريب ما ينوء به الأنام
فاقض الطفولة باسماً فلقد يذوب الابتسام
* * *
إن لم تكن ذا همة سترى المذلة والسقام
فاجعل لنفسك عزة وارفع بيمناك الحسام
إن كنت تحمل في الطفولة شيئاً من تراب
مستثقلاً للحمل تحيا لا تراه سوى عذاب
* * *
فاعلم أن الترب جزء من سهولك والهضاب
فاحمه يا ولدي وحاذر أن تدنسه الكلاب
فالأرض أرض الله لا أرض الأفاعي والذئاب
فإذا كبرت ولم تجد إلا بقايا من وطن
* * *
ورأيت فيها خائناً باع الثمين بلا ثمن
ورأيت أنك واحدٌ في أمة تأبى الإحن
فاربأ بنفسك أن تذل وأن تدنس بالفتن
فلئن فهمت مقولتي فأنت فيه المؤتمن
* * *
ثبت خطاك على الهدى واسع لإرضاء الإله
واعبده واعلم أنه ما خاب يوماً من رجاه
والأرض يورثها الإله لمن رجاه واتقاه
من جاهد الكفار حتى لا تذلك له الجباه
فهناك يبقى الكفر مخذولاً بما اقترفت يداه
عبد الملك أحمد إسماعيل / رداع