الفيتامينات
كلمة فيتا(vita) باللاتينية تعني الحياة ، و الفيطامينات بهذا المعنىلا هي تلك العناصر الضرورية لحياة الانسان ، بل هي معدن الحياة الانسانية و مبعث نشاطها و حركتها . فالنقص في هذا العنصر الحيوي يؤدي الى أمراض متعددة منها:
السلاق أو جفاف ملتحة العين.
ـ العشى أو عدم الابصار في المساء.
ـ مرض البريبري (beri-beri ).
ـ مرض الكساح أو الخرع.
ـ فقر الدم الخبيث.
ـالبلاغرا ( pellagra).
بالاضافة الى كثير من الامراض الجلدية و الامراض الداخلية.
كما أن فقدان بعض هذه الفيطامينا داخل الجسم أو النقص في كميتها يؤديان الى تأخر نمو الاطفال و يعرض الحياة الانسانية لاخطار الامراض الانتانية فيصبح الانسان فريسة الجراثيم الفتاكة من مختلف الانواع و الاجناس.
قصة اكتشاف الفيتامينات:
لا يسعنا و نحن نتحدث عن الفيتامينات إلا أن نذكر بإيجاز بعض الخطوات العلمية المباركة التي أدت إلى اكتشاف الفيتامينات المتعددة و التي كانت فتحا جديدا في عالم الطب و الكيمياء الحيوية.
ففي سنة 1882 استطاع تاكاكي((TAKAKI الطبيب الياباني أن يقضي على مرض البريبري في البحيرة اليابانية بتقديم مزيدا من اللحم و الشعير و الفواكه لرجال البحيرة.
و لكن الفضل في اكتشاف سبب البريبري يعود إلى أيكمان(Eijkman) الطبيب الهولندي الذي أستطاع أن يحدث البريبري في الدجاج و ذلك بإطعامها الأرز المقشور وحده مدة من الزمن و كان ذلك سنة 1897.
و في سنة 1907 أحرز الطب تقدما جديدا في علم الفيتامينات إذ استطاع هولست (Holst) و فروليك (Frolich) النرويجيان أن يحدثا مرض الحفر أو الإسقربوط (Scurvey) في خنزير الغينيا (Guinea pig) وذلك بأن قدما له طعاما من الحبوب وحدها دون الخضار.
كان أول من أعطى البرهان الواضح على أهمية الفيتامينات هو فانك(Funk) الذي استطلاع في سنة 1911 أن يستخرج المادة المضادة لمرض البريبري من الخميرة و قشور الأرز، و كان فانك أول من أوجد كلمة فيتامين .
و في سنة 1912 تبين لهوبكنز (Hopkins) في كمبريدج أن كمية ضئيلة من اللبن تحدث تأثيرا فعالا في شفاء الفئران واستعادة نشاطها عندما تضاف إلى غذائها الاصطناعي المؤلف من البروتين و الدهن و هيدرات الكربون و الأملاح المعدنية و الماء.
وفي سنة 1915 تبين لكل من مالكوم(Meccollum) و دافيس (Davis) أن هناك أكثر من فيتامين واحد ، فقد برهنا بأن إضافة دهن الخنزير بدلا من صفار البيض إلى الغذاء الاصطناعي يمنع صغار الفئران من النمو، وأن إضافة اللاكتوز المصفي النقي بدلا من اللاكتوز العادي يمنع النمو و يحدث التهابا شاملا في الأعصاب (Polyneuritis) .
و قد سمي العامل الأول الذي يذوب في الدهنيات فيتامين " أ " و سمي العامل الثاني الذي يذوب في الماء فيتامين "ب".
أسباب نقص الفيتامينات في الجسم:
إن نقص الفيتامينات في الجسم يرجع إلى أربعة أسباب هي:
01 ـ نقص الفيتامينات في الطعام الذي يتناوله الإنسان.
02 ـ عدم قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات من الطعام.
03 ـ ازدياد الحاجة إلى مزيد من الفيتامينات.
04 ـ افتقار الجسم للفيتامينات في بعض الأحوال المرضية.
نقص الفيتامينات في الطعام:
هذا السبب هو أكثر أسباب نقص الفيتامينات في الجسم انتشارا، و هذا ما نجده في الطبقات الفقيرة التي لا تتناول من الفيتامينات في طعامها اليومي مقدارا كافيا، كما نجده أيضا عند الطبقات الغنية التي تعتمد في غذائها اليومي على الأطعمة المحفوظة أو المخزونة في البردات أو المطهية جيدا مما يفقد هذه الأطعمة قيمتها الفيتامينية.
عدم قدرة الجسم على امتصاص الفيتامينات:
ومثال ذلك ماتحدثه بعض أمراض الجهاز الهضمي، إذا أن العجز على امتصاص الدهنيات كالفيتامين "ك"، فيتسبب عن ذلك نزيف دموي في مختلف أجزاء الجسم.
عدم القدرة على امتصاص الفيتامينات الذائبة في الماء يتأتى عن بعض أمراض المعدة كما هو الحال في التهاب المعدة المزمن و الإدمان على الكحول و الخمور.
ازدياد حاجة الجسم إلى مزيد من الفيتامينات :
وهذا ما يوجد عند الفئات من الناس سيما منهم:
ـ الأطفال و الأولاد في طور النمو.
ـ النساء الحوامل.
ـ المرضعات.
ـ الشيوخ و العجائز.
ـ الذين يقومون بأعمال جسما نية شاقة.
ـ الذين يستهلكون كميات كبيرة من المواد الكربوهايدراتية في طعامهم اليومي.
افتقار الجسم لبعض الفيتامينات في بعض الأحوال المرضية:
أ ـ أمراض الجهاز الهضمي: قرحة المعدة، التهاب المعدة المزمن، التهاب الأمعاء الحاد، التهاب الأمعاء المزمن، الإسهال الحاد.
ب ـ أمراض الكبد: اليرقان الأنسدادي، التهاب الكبد و المرارة.
ج ـ الأمراض الأنتانية المختلفة:تجرثم الدم، تسمم الدم.
د ـ الحميات و أهمها: حمى التيفوئيد ، الملا ريا، الزحار الدوسنطاريا، ذات الرئة.
هـ ـ إتلاف الفيتامينات بالطفيليات المعوية:
و ـ استعمال الادوية المبيدة للأحياء: (المضادات للجراثيم) كالكلوروميستين و التراميسين و الاوريوميسين و الاكروميسين و الاريتوميسين.
أنواع الفيتامينات و خصائصها:
VITAMINE A :
جاء هذا الفيتامين من الجزر و بعض الخضر و مشتقات الالبان و كبد الحوت وزيتها و القمح و الشعير و الارز ...إلخ، و يدخل في تركيبات الجلد و قرنية العين و كذا في تكوين العظام والأسنان و يؤدي نقص هذا الفيتامين إلى ظهور عوارض على الجسم كجفاف الجلف و تجعده و نقص النظر و كذا هشاشة العظام الذي يؤدي إلى وقف النمو عند الصغار و تسوس الأسنان.
VITAMINES B
غير مستقر قابل لانحلال في الماء و ضروري لحرق الغلوسيدات و يوجد منه عدت أنواع و منها:
B1:( La Thiamine ) يسمح هذا الفيتامين بتحرير الأحماض و كذا حرق الغلوسيدات كي تنتج الطاقة ينظم نشاط الخلايا العصبية، و ينتج عن نقصه مرض البريبري الذي يؤدي إلى ضعف النشاط العضلي للإنسان والتشنجات ( des crampes) و كذا توقف عضلات القلب، و يتواجد هذا الفيتامين في الخضر الطازجة و المكسرات و كذا اللحوم البيضاء و البيض ...إلخ.
B2:( La Riboflavine ) و هو مثل فيتامين " ب1 " و يدخل أيضا في صيانة الأغشية المخاطية أعراضه لا تكون واضحة كالفيتامين "ب". و يتسبب نقصه في إصابة جلد الأنف بالضررخاصة الأغشية المخاطية و كذا تسببه في ظهور حساسية للضوء، foie, le lait, la viande, certainsو يتواجد في الأغذية التالية
الكبد والحليب و مشتقاته و اللحم و بعض الخضر الطازجة و العجائن و الخبز و الفطريات التي تعتبر المصدر الرئيسي.
B3:( La Niacine) يلعب دور أيضا في استقرار الطاقة في الجسم ، كما يتسبب نقصه في ظهور مرض الذرة ( pellagre) و تبدأ الأعراض الأولى بالظهور كضربة شمس على الجلد المعرض لأشعة الشمس ثم تتبع بورم هائج ، و إسهال و اضطرا بات و عدم الاستقرار، يتواجد هذا الفيتامين في الكبد ولحم الدواجن و اللحم الأحمر و الطن و السلمون و الفاصوليا و البندق .
B6:( La Pyridoxine) ضروري لامتصاص الأحماض الأمنية و تلعب دور ذو أهمية في استعمال الدهون و تكوين كريات الدم الحمراء ، كما يترتب عن نقصه فقر الدم ، الدوران و الاضطرابات الهضمية ، كما يتواجد في الخبز والكبد،الفاصوليا الخضراء، السبانخ، و الموز.
B12:( La Cobalamine) ضروري بكمية قليلة لتثبيت البروتينات و كذا إنتاج كريات الدم الحمراء
و عمل الجهاز العصبي، كم ان غيابه يتسبب في ظهور فقر الدم .
VITAMINE C: (Acide Ascorbique) ضروري لتركيب الهلام و يعتبر بنيوي لمعظم الأنسجة و يلعب دور أساسي في تكوين العظام و الأسنان و يساعد على امتصاص الحديد، و نقصه يسبب داء الحفر (scorbut) ، يتسبب في إتلاف مكونات الهلام و كذا نزيف في اللثة و انكشاف الأسنان و تغير في الخلايا العظمية ، كم يؤدي إلى سهولة الإصابة بالأنفلونزا، و يتواجد هذا الفيتامين في الحمضيات و الفراولة و الأناناس و المشمش وبعض الخضر كالطماطم و السبانخ و الكرنب الأخضر و الفلفل الأخضر.
VITAMINE E :
هذا الفيتامين مازال دوره الرئيسي يكتنفه الغموض و المعروف عنه إلا القليل حيث يدخل في إنتاج كريات الدم الحمراء و يدخل في مكونات الفقرات، و الأنسجة مثل العضلات و يمنع أكسدة فيتامين أ(A) و الدهون
و يتواجد في الزيوت النباتية و بذور القمح و الكبد و الخضر الخضراء كما يعتقد بأن له تأثير على عدة ألأمراض لكنه لم يثبت ذلك.
VITAMINE K :
هذا الفيتامين لابد مكنه في آلية تخثر و تجلط الدم و يدخل في اصطناع الإنزيم المسئول عن الطول كم يقوم بحماية الكبد و يحمي الجسم من النزيف . و يتواجد في الخضار الخضراء و الطماطم .