أراد غـــــلام ان يعــــظ عمــــر بـــن عبد العزيـــــز فقـــــال : يـــــا أمير المؤمنيـــن ان أناســـــا غرهـــــم حلــــــم اللـــــــــــه وثنـــــــاء النـــــــــاس عليهـــــم فــــــلا تكــــن ممــــن يغــــــره حلــــــم اللـــــــه وثنـــــــاء النــــــاس عليـــــه فتـــــزل قدمــــك وتكــــــون مـــــــــن الذيــــن قـــــال الله فيهـــــــم ((يفرحــــون بمـــــا آتــــــوا ويحبـــــون ان يحمـــدوا بمــــا لــم يفعلــــــو فـــــــلا تحسبنهــــم بمفــــــازة مـــن العــــذاب ولهـــــم عـــــذاب اليــــم )) فالتفــــــت عمــــــر إلــــــــــــى مــــــن حولــــه وتمثـــل قول الشاعر:
تعلــــــم فليـــــس المـــــــرء يولـــــد عالمــــاً
ولـــــــيس أخــــــــو علـــــم كمـــــن هــــــو جاهـــــــل
فــــان كبيـــــر القـــــوم لا عـــــلم عـــــــنده
صغيــــــر القـــــوم اذ التفـــــت عليـــه المحافـــــــــــل
ليس الحليم من ظلم فحلم حتى أذا قدر ، اقتص، إنما الحليم من إذا قدر، عفا
ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير ان يعظم حلمك ويكثر علمك ....
من لا يغضب فليس بحليم لان الحلم لا يعرف الا عند الغضب ... وقد انشد قيس بن عبدالله المعروف بالنابغة الجعدي بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم :
ولا خير في حلم اذا لم تكن له
بوادر تحمي صفوه ان يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له
حليم إذا ما أورد الأمر اصدر
قيل لأبي حازم الزاهد : ما مالك؟ قال: مالي مآلان لا أخشى معهما الفقر : الثقة بالله ، واليأس مما في أيدي الناس.
وقيل له: أما تخشى الفقر؟ فقال: أنا أخاف الفقر ومولاي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى.
راس التواضع ان تضع نفسك عند من دونك في نعمة الدنيا حتى تعلمه انه ليس لك بدنياك عليه فضل، وان ترفع نفسك على من هو فوقك في الدنيا حتى تعلمه انه ليس له بدنياه عليك فضل.
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلا يتحدث بكلام لا يعنيه فوقف عليه وقال :
- هذا الكلام ترجو منه الثواب.
قال : لا ....
فقال له: افتامن عليه العقاب؟
قال: لا ...
قال ابن الأدهم : عليك بذكر الله ..... ما تصنع بكلام لا ترجو منه ثواباً ولا تأمن من عقابه.